ولأنك أبيت إلا أن تخفي رائحة عطرك عن العالمين.!! رأفة بهم من حالة السكر التي قد تصيبهم .. حينما يشرقون بكلماته .. أو خوفًا على عطرك من أن تتبعثر حروفه بين حروفهم فلا يعد عطرك إلا شذا كشذاهم ..
أناني أنت !!
لأنك حرمتني أنا من بينهم ..
فلم أعد تلك المتمرسة التي تفرك راحتيها لتخرج منها رائحة الشذا الذي لم يؤت أحد ما يماثله من العالمين .!!
حينما اقتبس من حرفك شعورًا بالأريحية لأكون أنا تلك ..
ومتمرد أنت .. لدرجة القساة من البشر !!
فلقد عجزت عن تحديد يومي لولا تلك الصحيفة التي أقلب صفحاتها كل صباح وأنا أرفع خصلة شعري السوداء عن أهدابي .!! لأقرأ أبجدية لم اعتد على قراءة برودها الممل لدرجة فقدان الشهية !!
هل تعلم أنني كلما بللتني قطرات من المطر .. جمعت منها ما رحِم كفي المجوفة لأحاول الكتابة بها !!
ولكنني .. أكتب الكلمة ذاتها وفي كل مرة أجمع بها قطرات المطر التي لم أعد أراها كثيرًا ..
[فأحلامي وأحلامي ثم أحلامي ..]
تصرخ منك إليك !! لا لتراها وهي ترتب انبعاثاتها ..!!
بل لتحرم القساة من البشر منك .. فلا لأحد أحقية بك سوى من أبيت إلا أن تحرمه من استنشاق العطور!!