أمنيات

فتحت كفيها , لتجمع حبات المطر , وهي تردد : "يالله"

فرح..



رسمت في دفترها دميتين

كنت الأكبر التي تبتسم

وهي الدمية الصغيرة الباكية..!!

ثم قالت: (هذا أنا حينما ترحلين)!!

لقيط !!


المصور/مجهول !
بربك أين تسكنين؟
وأين هي أحضانك التي ألقت بي بعد أن تشبثت بها منذ أن وعيت على هذه الحياة؟!
بربك لماذا رحلتي قبل أن أتعرف عليك ، أتقن شم رائحتك ، أعي ملامحك ، واستطيع تجسيدها كلما احتجت إليك أين أنت -برب كل شيء- في طفولتي التي سلبت وأنا أبكي ولا أجد سوى كتبا فوق أرفف المكتبة أتسلقها لأصل إليها ثم أشكو لها ، و أنزل وأنا أجفف دموعي لأنني انتهيت من البوح أين أنت -بربك- حينما كنت أغلق حجرتي وأنا أرتجف خوفا من حيث لا أعلم فأتخيل شماعتي الحضن الذي افتقدته فأضمه بما حمل ولا يبادلني سوى الصمت لصوت بكائي المكتوم بربك ، أين أنت وأنا أهدد بالضرر ، الحرمان ، الإهانة ، وربما الموت بوقوفهم على رقبتي لأنني مازحت صغيرتهم فبكت أين أنت ورب كل شيءوأنا أحرم السعادة لعادات
أ تظنين أنني مازلت أبحث عنك؟
أم أنني أتظاهر بعدم الحاجة لأنني انتهيت !!




حديث لن يجدي .!! (1)


ذنب !!


كلما أزدت قربا .. تزداد (بعد)


كلما أزدت بعدا ..تزداد (قرب) ..


تلو (قرب) ..






اعتراف..


كن قريبًا مثلما أنت تشاء ..
فالورود تسكب قطر الندى..
في النهر ماء..



حنين

دثريني يا أزاهير الربيع ..
إن كنتِ لي ..
فالشتاء (باردُ)  في كل شيء..!!
لم يعد يجديني من دفء الورى ..
قلبٌ شجي ..
















براءة الطهر

تروين من قول الرسول إلينا..



مما سمعت ونحن مصدقينا..

ما كنا نَكذِبُكِ الحديث فإنك..


أزكى النساء وأم المؤمنينا..


لَ الطهر أنتِ .. وهم في قولهم..


كذبوا ..فبئس القوم الجاهلينا..


في سورة النور تبرئة لكِ..

هل غاب نور الله .. الناظرينا؟!

من بيت طهر وانتقلت لمثله ..

مما أتيت منه .. فأنتِ تطبقينا..

قد أسكت الله الذين رَأيتِهم..

وبقرننا رجعوا وغير مصدقينا ..

شلت عقول .. بل ولأنها..

شلت عقول يسرة ويمينا ..




فيّ ..!!

المصور/مجهول !!


يا لسعدي !!




لم أعد أبكي لشيء !!


ملّ فكري من بكائي , ونعى قلبي علي !!






خبريني يا عيوني ..


ما دهاني ؟!


في بكائي .


ملّ صبري ؟!


أم حل بي يأس , فويّ !!!






أم كساني الحزن تبليدًا ..


فيا والله لا أدري بشيء !!



يا لسعدي !!


لم يعد في الأرض لي


من دموع , من نحيب .


كل مافي الأمر


أني ميت في بعض حي!!






لي عيون كُحلت من عَبرتي ..


من دمعتي ..


كلما حركتها باحت بشيء






يا لسعدٍ كاذبٌ


ما حماه اليوم فيّ .










كلما ناولْتُ عيني غيمة ..


جئت أرنو في السما


بي ظما


بل كان ريّ !!






بل كان ريّ في ظما


وحروف بُعثرت


كلما


لملمت كفي ..


كلما


راقت يديّ !!










خبريني يا عيوني !!


عن بكائي


لا تُجاري ..!!أي مخلوق لا يبكي لشيء !!؟






كابري في الأرض صبرًا ..


مثلما شئتِ


وشائي


إن بعض الظن غي !!






يا بكاء لم يكن ملكًا لنا


كل ما في القرب مملوك لديّ !!


من حنينٍ


و بكاءٍ


إنما


ساكنٌ في بعضه .. من كل شيء !!




خذلان!!

المصور/مجهول !!



ولأنك أبيت إلا أن تخفي رائحة عطرك عن العالمين.!! رأفة بهم من حالة السكر التي قد تصيبهم .. حينما يشرقون بكلماته .. أو خوفًا على عطرك من أن تتبعثر حروفه بين حروفهم فلا يعد عطرك إلا شذا كشذاهم ..







أناني أنت !!


لأنك حرمتني أنا من بينهم ..


فلم أعد تلك المتمرسة التي تفرك راحتيها لتخرج منها رائحة الشذا الذي لم يؤت أحد ما يماثله من العالمين .!!


حينما اقتبس من حرفك شعورًا بالأريحية لأكون أنا تلك ..






ومتمرد أنت .. لدرجة القساة من البشر !!


فلقد عجزت عن تحديد يومي لولا تلك الصحيفة التي أقلب صفحاتها كل صباح وأنا أرفع خصلة شعري السوداء عن أهدابي .!! لأقرأ أبجدية لم اعتد على قراءة برودها الممل لدرجة فقدان الشهية !!






هل تعلم أنني كلما بللتني قطرات من المطر .. جمعت منها ما رحِم كفي المجوفة لأحاول الكتابة بها !!


ولكنني .. أكتب الكلمة ذاتها وفي كل مرة أجمع بها قطرات المطر التي لم أعد أراها كثيرًا ..


[فأحلامي وأحلامي ثم أحلامي ..]


تصرخ منك إليك !! لا لتراها وهي ترتب انبعاثاتها ..!!
بل لتحرم القساة من البشر منك .. فلا لأحد أحقية بك سوى من أبيت إلا أن تحرمه من استنشاق العطور!!



برود!!




ألتفت..تلتفت مثلي يمين





وكل هذا ما جفيت..





وإن مشيت.. تمشي بعكسي يسار..




وكل هذا ما دريت!!

منهج طفولي.!!!

تصوير:محمد المؤمن..


نص كتبته منذ أكثر من ثلاث سنوات..قراءة ممتعة :)

1.يملأ الناس قلوبهم حقداً إلى جانب الحب لكنني تعلمت ألا أملأها إلا حباً







2. تجذبني كل الألوان بينما الناس تجذبهم الألوان التي تروق لهم هذا لأني أرى الدنيا بألوانها !!






3. يردد الناس ( خائن, مخادع) بينما أنا لا أفهمها!! هذا لأنني طفلة






4. الناس عندما تغضب يمتلك قلوبها الغضب بينما أنا أنسى أنني غاضب!! لذلك لا أشكو من أمراض مزمنة






5. دائماً أنا أمرح وأضحك حينما يستحق الموقف الضحك بينما الناس تمسك ضحكتها حيناً حتى لا يقال عنها سخيفة






6. عندما أشاهد التلفاز يغمرني الضحك تارة والحماس تارة أخرى أما الكبار تجدهم إما غاضبون أو الدهشة تغزو ملامحهم !! ذلك لأنهم يشاهدون الأخبار أما أنا فأتابع أفلام الكرتون الحالمة






7. تشاجرنا مع جيراننا بالأمس واليوم صافحت ابنهم محمد وذهبنا لنلعب الكرة سوياً فقد طوينا ما كان بالأمس إلا أن الكبار ما زالوا غاضبين من بعضهم البعض !! أتمنى ألا يرونا فيفسدوا الصلح بيننا






8. يحب أبي تناول القهوة كثيراً وكذلك أمي أما أنا فأحب تناول الحلوى كثيراً ذلك لأنها تذكرني كثيراً بطعم الحياة التي أعيشها كطفلة






9. نضحك كثيراً عندما نرى كثرة حركاتنا نحن الأطفال ولكننا نخشى أن يرانا الكبار !! فهم لا يحبون حركتنا التي تثير حفيظتهم






10. نحب كما يحب الكبار إلا أن لنا لمسة نضيفها على حبنا البريء ..؟؟ الابتسامة من بعيد






11. أشعر أنني مهموم , مكتئب , حزين, يائس.. هذه كلمات لم أعثر عليها بعد في قاموسي الصغير






12. خائن, عدو, متمرد, لص .. أخبروني ماذا تعني هذه الكلمات؟؟






13. أنا أقضي الساعات بلا ملل إذا أتيحت لي الفرصة فالحركة عندي لها معنى كما للحروف لديكم معاني






14. " اضحك تضحك لك الدنيا " أعرف هذا المثل جيداً فأنا أطبقه منذ أن يبدأ فجر يوم جديد






15. الأصدقاء والأحباب يهدون لبعضهم البعض تعبيراً عما يكنون لهم من المشاعر ؛ ولذلك يجب أن يختاروا هداياهم من أجمل المحلات وأغلاها ثمناً وأنا كذلك أهدي لصديقي هدية تعبر عن مدى حبي له .. فقد أهديت له قطعة شوكولاتة من البقالة التي بجوار بيتنا ..!!






16. لكي يخبر الأصدقاء بعضهم بعضاً أسراراً خاصة يهمسون فيما بينهم لتبقى أسرار وحتى أنا لدي الكثير من الأسرار أختبئ خلف الباب أنا وصديقي لتبقى سراً






17. لشقيقتي الكبرى أوراقها الخاصة التي تحتفظ بها وتزعم أنها ذكرى من صديقتها وأنا كذلك لي أوراقي الخاصة التي احتفظ بها بعيداً عن الأنظار فهي ذكرى من معلمتي حينما وضعت لي نجمة على إملاء الحروف






18. " ليتني بعمرها" قالتها فتاة عندما رأتني .. يبدو أنها تعرف جيداً ماذا تعني الطفولة






19. سأذهب لأنام حتى يأتي الغد سريعاً ( نظرة أمل )






20. هل يعني أن كل هؤلاء كانوا يوماً أطفالاً!! إذاً لماذا لا يلتزموا بمنهجنا ؟؟






21. سألت أختي عن الحب فقالت :( ما زلتِ صغيرة عليه!!) هل تظنونا مغفلين !!






22. أحياناً يسخر الكبار من بعضهم البعض فيقولون لبعضهم :( يبدوا أنك طفل) يبدوا أنهم أضاعوا الطريق!!






23. عندما ذهبت يوماً مع أمي لحفلة قاموا بتوزيع الحلوى للكبار وحدهم ربما هم لا يعيروننا أي اهتمام






24. تعلو الضحكات حولي حينما أخبر الكبار أنني أحزن مثلهم بأحقية فهم يعتقدون أنني لا أحزن بحق مع أنني فارقت رفاقي بعد التمهيدي وفارقت معلمتي التي أحبها وحزنت مائة مرة حينما فرضت عليّ أمي اختيارها في ملابسي






25. سئمت من هذا المنطق فمصروف أختي الكبرى أكثر من مصروفي ألا يعلمون أني أقل منها صبرا..!!






26. البراءة عالمنا الخاص ومنهجنا القلوب البيضاء نحب الحياة كما لو هي نقية من شوائب المغفلين الذين يزرعون خيالنا بالخوف والرهبة بالحروب الموحشة القاسية






27. نسعى لنكسي حياتنا جمالاً شعارنا الحب والتسامح نرسمه في أودية العطاء لوحة تجري بألوانها الطاهرة معلنة للعالم أن لنا كيان مملوء بالمصداقية والعطاء لنكسب علمنا الخاص رونقاً يطغى على كل متحدٍ لنا






28. نحن من يكسب الحياة بهاء وجمالاً بابتسامتنا التي لا تفارقنا وبما نمتلك من أملٍ لغدنا البعيد بوقته القريب بأنظارنا






29. كثيرون هم من يعتقدون أننا لسنا قادرين على صناعة المستقبل مع أن هناك الكثير من هم في أعمارنا كانوا سبباً في صناعته!!






30. كثيرون هم من نكون نحن أحبابهم ويؤمنون بأننا أحباب الله إلا أنهم لا يظهرون ذلك في تصرفاتهم






31. هل لاحظتم أن أول ما يبدر لأذهاننا لرسمه كوخاً وبجانبيه شجرتين والشمس من فوقه مشرقة فالدنيا لدينا ألوان جميلة ولرسمنا معنى






32. شيء مذهل !! فالأدباء لم يهملونا فلدينا الكثير من الكتب التي تناسب أعمارنا






33. نحن الصغار عندما نبكي نطلب حضور والدينا شرطاً لنكف عن الصراخ نحن نحبهم كثيرا






34. إذا قال أخي الكبير سأفتح لي متجراً هتفوا له بقوة بينما إذا قلت أنا ذلك يضحكون ويقولون لي شيء جميل ..أعرف أنهم لم يصدقونني لكنهم لا يريدون أن يكسروا خاطري






35. الخطأ عند الكبار أن يصادق الكبير الصغير أما نحن فالخطأ لدينا أن نصادق السفهاء






36. لو حكمنا العالم في دقيقة حولناه إلى ألوان في ثانية






37. أنا طفل أقنعت العالم أنني من أدخل البهجة في أصدائه






38. لأني الثمرة التي بدأت بها نبضات العالم فبشرايّ باليوم العالمي للطفولة






39. نحن لم نكلف على أحد فآمالنا صغيرة كأعمارنا إلا أنني أعترف بحاجتي للكثير






40. يضحكون عليّ حينما أقول ماما أولا يعلمون أنها أول كلمة نطقوها قبلي






41. أبحرت في بحر من السعادة ماؤه البساطة وقاربي القناعة بمظهري يوصلني للشاطئ ثقتي بأن الله صورني فأحسن صورتي






42. تستطيع أن توجه للبالغ تهمة الخيانة لكنك لا تستطيع أن توجهها لطفل






43. أنت تعلم أن الوفاء+الحب= الأخوة لكنك لا تعلم أن الطفولة + البراءة = الثلاثة معاً






44. أحب ديني وأحب المجتمع الذي أنتمي إليه فهم يؤمنون بأني زينة الحياة الدنيا






45. قد أتحدث أحياناً بالخطأ اعذروني فأنا في أول الطريق






46. كثيراً ما نسمع للكبار فاسمعونا لو مرة واحدة






47. عندما تسأل الكبير عن اسمه يكتفي باسمه وباسم عائلته بينما نحن نذكر أسمائنا كاملة لأنه من برنا بآبائنا أن نعترف بأبوتهم حتى في ذكر أسمائنا






48. ذكر الله عيسى في المهد وذكر يوسف صغيراً .. سبحان من جعل للصغير ذكرا






49. سمعت أن الكبار يخافون من كبار مثلهم ويقولون لي لا تخف إلا من الله !!






50. حاولت أن أقلد الكبار بمظهرهم ..فكسرت قدمي






51. يا الهي ..!! الكبار يخطفون الصغار والصغار يخطفون الدمى .






52. نحن نحب الكبار والكبار يحبوننا ومع ذلك نتشاجر.. يجب أن نعقد الاجتماع الآن .!!






53. إما أن نشتاق أن نصبح كبار أو نتمنى أن نبقى صغار.. كل وبيئته..






54. أكبر ابتسامة في حياتي حينما يبتسم أبي لأمي وأكبر غيرة في حياتي حينما أنشغلوا بأنفسهم ونسوني..






55. أبي طبيب وأمي طبيبة وأنا أبنتهم المريضة ..((أحتاج لوجودكم معي دائماً))






56. أنا لا أنكر أنني أتمنى أن يكون لي أخ أو أخت لكنني أكره أن يأخذ مكاني .. يبدو أن غيرتنا قاتلة






57. وجدت وردة فقطفتها لأمي وحينما سألتني من أي محل أشتريتها .. فتحت لها يدي المتسخة بالطين ((عش ببساطة))






58. لا أعلم كيف يستطيع الكبار إخفاء مشاعر الانتقام وتزويرها بالسلام .






59. أفعل مثلما تفعل أمي في الصلاة و الفرق بيننا أنها تهمس بكلمات مفهومة أما أنا فلا تفقه لي معنى .. هذا ما ينقصني لأفهم ديني..






60. صورت مع والداي فيلماً وثائقياً .. حينما لعبت بالنار !!






61. أحياناً أتمنى أن أبقى طفلاً على الأقل أتلذذ بضمة والداي التي تغمرني بالحنان..






62. لا تكن عدائياً فقد تنقل لي هذه العدوى






63. لماذا الكبار يتخلون أحياناً عن طموحاتهم .. يبدوا أن هناك خللاً لم أفهمه بعد .






64. قلت لوالدي أريد أن أصبح طبيباً فهتف لي بقوة ثم قلت له : بل سأكون طياراً .. فهتف لي مرة أخرى .. فقال له أخي الأكبر مثلي فصرخ بوجهه وقال : حدد قبل أن ينتهي العد التنازلي.. !!






65. يقولون للصغير لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد..ويقولون للكبير لا تستعجل فلديك متسع من الوقت.! يبدو أن الحكم لصالحهم فقط!!






66. شيء رائع أن تشعرني بقيمتي يا أبي ( ثقة واعتزاز)






67. من قيم الطفولة .. أن تبتسم للجميع..






68. اتوق لأن أصبح كبيرا .. فقط لأعرف سبب انزعاج الكبار منا ..






69. من يجرؤ على قتل البراءة (طفل محامي)






70. الصور التي ستبقى في ذاكرتي.. صور الطفولة بالطبع

بوح..



إن كنت أنا .. أنا

وأنت.. أنت!!

فالعالم ما زال ينبض بالحب والاحترام..

أمنيات!!

المصور/مجهول..!!

من زوايا التائهين..

التائهين..!!

التائهين!!

تستغيث الأمنيات.. يرتديها الحالمين..

لا يبللها الرذاذ..

بل يغطيها الحنين..

ليتها تلقي رداءات تقيها..

فيداعبها الرذاذ

غاسلًا ذاك الأنين!!

نسيان!!

المصور/مجهول!!

احتاج إليك لدرجة الافتقار..!!

وافتقر إليك لدرجة البكاء..!!

شيء ما أخفاك عني..

هل كانت بصيرتي أنا..؟!

أم كنت أنت ..تحاول التمرد على تلك المضغة..!!

أنا بين كفيك ..وبين كفيك أنا.. ..!!

وكل ما نفتقده..

تلك البصيرة التي تجمعنا!!!



واقتربنا
من الفرح..
ومن الحــزن..

وصار فينا
تضارب أمنيات!!

صمت!!


المصور/مجهول!!

وبصمت...

كنت تعبر...

وأنا..

استمع إليك...

كن كما أنت..

ولكن.. لاتحزن..

فالأرواح من خلفنا تخبر بعضها بعضا..

وتبكي ونحن من يتألم وبصمت..!!

غيــاب!!

المصور/مجهول!!

يالبرودي حينما يحل الخريف..!!



ويالارتعاشاتي حينما تكون الساعة الثانية ظهرًا.!!


أوراق تتبعثر بلا هواء يحرك سكونها..


وأقلام تتأرجح فوق خشبة تكسوها تجاعيد الشيخوخة المبكرة.!!


أما أنا..


فلا زلت أجهل مكاني هناك..!!


فيالمســاءاتي بإلاك.!!


ويالصبــاحاتي بلا أنت..!!


***


توقف شعري عن النمو..!! حينما كنت أنتظره أن يبدو أكثر طولًا..


وتوقف وزني عن الزيادة وحتى النقصان.. حينما كنت أتمنى أن يطرأ على شكلي تغيرات ككل البشر..


يالأنا من بين كل البشر.!؟ أأكون حية بلا نمو.!؟ أم أنني أنتظرك
 بلا وعي..!!


بلا وعي!!


بلاوعي!!


بلاوعي!!

الطموح..!!



[الطموح]




يعني السفوح




وماتناظر للمطر



يوم يهد جبالها..!!





غيبة.!!




تخونه" يوم تغتابه"


وقدامه

"تحب الراس"

أنا ما أدري إذا أتكلم

ولا أتحمل الغيبه..؟!

أجنة أحلام.!!


المصمم/مجهول

لن تجبر الظروف فكري على إجهاض الأحلام قبل اكتمال النمو..



ولن يحمل فكري في رحمه بحلمين قبل ولادة الأول باكتمال نموه..






كم من الأحلام أجهضت وهي مازالت نطف لم تخلق لها أجساد..


وكم من الأحلام خرجت وهي مازالت أجنة لتموت بعد ساعات من تنفسها لأكسجين المتمردين على تحقيق الأماني..


وكم من الأفكار التي أباحت لنفسها قتل أجنة أحلام برحمها لتعيش دونما أحلام.. لمجرد توهمها بخطرها على حياتها..أو أنها تراءت لها بعيدة..


..نحن..أفكار عقيمة..لم تنجب أحلام بعد!!


تتمرد عليها قوانين السكوت..


تجبرها على ألا يرث تاريخنا أحد..


فتموت دونما ورثة توصى لهم بإبقاء ما أنجزناه بالحياة.. وبقايا من الأحلام تودعها يتيمة لتربيها..






حقيقة...لم نعد قادرين على الصبر أكثر من نبضتين من نبضات اليقظة..


لذا...فنحن نصر على بداية نسل جديد لأفكارنا..


وولادة أحلام لم تزل تنتظر أن يكون لها محل في كرت عائلة الإنجازات..


سنضحي بأكثر هؤلاء..إما أن نحقق أحلام تشعرنا بالعزة بشخصياتنا والتواضع الذي يكسو المؤمنين..وإما أن نتنازل عنها فنكون من المهمشين الذين لن يتركوا لهم أثر قبل الرحيل..


لتشهد لنا أوراق كتبنا فيها أمنياتنا قد تلاشت نسماتها تاركة أحلامنا دون أن تمحيها..


بولادة أحلامنا..


وتكاثر نسلها..


ونموها مرحلة تلو مرحلة..


حينما تصل لسن تتبعنا فيه..


وتبقى الأنجال التي أنجبتها أفكارنا..


ويرثها من يكاثر نسلها من خلفنا..




المرسل/حالمون على قارعة الطريق..

حينما يبتسم الأمل بداخلي..







أشعر بالعبرة التي تكاد أن تلقيني جثة لليأس..!!!






وكيف لأمل أن يحيا بداخل إنسان
                  يرى نصف ظله والنصف الآخر
                   يهيم على شواطئ الحيــاة
                    ما بين أمل ينتظر عودته
                      ويأس يحطم كل مــعنى!!

أحياناً نشعر أننا

[[محبطين]]



وفجأة !!
[[نبتسم]]
 وكأن شيئا لم يكن



لا أعلم إن كان الإحباط حقيقة



أم أنها أرواح خفية تؤلمنا من بعيد!!!!

إيلام...!!



المصور/مجهول
أي صبر يا عيوني..

خبريني...

وارحميني..من عتابات البقايا الساكنات ياعيوني...

أنني غصن وأوراقي تلاشت..

نزع الأرواح منها ثم ماتت..

فاعذريني...

عن شتاتي حينما تدنو الحكايا..

في منامي..غائب مع زائريني..


لا تظنيني أجافي كل صبر..

قطعة مني مذ مهادي ياعيوني....تحتويني..


ياعيوني..
خبريني..
كيف عاتبتي شعوري..؟!!
قدرة الإحساس فيني..

في حياتي كلها... حبي إليهم..

نعمة الله كساني..ثم عاشت..

تشرب الحمى تداوي نفسهم فتكتسيني..

متعة فيها وفيها من [شفائي]

متعتي أفراحهم صدقيني..... ياعيوني..

نسمات مساء..!!

المصور/مجهول.!!
علمني كيف أواسيها

وكيف أقبل جفنيها..!!

مازالت تبكي فقداني

ومازلت أراقب عينيها

إن كانت تهواني بصمت

فلما قالت لي شفتيها

لست أعاني بنحيبٍ

لكني أبكي عينيها

إذ تجلس تحكي عن فرح

عينيها تَكذِبُ شفتيها

فأبوح بصمت في قلبي

رباه خفف جرحيها

حين تنادي وحين تجافي

أسمع أنات تُشقيها

فأواري دمعي من حَزنٍ

على هم بات يسليها

ليل نهار..صبح مساء

فجر أو حتى سفريها

باحت لي في ذات مساء

من بعد بكاء يعييها..

لم أسمع صوت براءتها

لكن أوراق بيديها

خطتها ولم تعلم أني

بالصدفة وجدت مرافيها

حزن تحكي فقد تشكي

تكتبها ثم تواريها..!!

أشعر فيها حين بعادي

وتكابر حين ألاقيها...

لا شيء يخفف من ألمي

إلا سعادة عينيها...

وطمأنينة قلب يسكنها

وحديث سكوت يعييها..!!


مغفرة..!!

تصوير /محمد المؤمن


لا ظلمة أكبر مما أراها بضمير يشتعل مرارة..وخداع بصري بات يرهق القلوب والأبصار..


[استغفر الله..استغفر الله] أرددها كلما خسرت أمام تلك اللوحة السوداوية المتداخلة..ومازلت أحاول الاستمرارية لقراءة أبعادها الشيطانية..ليس إلا لأدوس عليها بقدمي وأنا أقول :[استغفر الله..استغفر الله]


الجنة حلم وأمنية..و الأحلام لا تقبل التثنية.. حكمة علاقنية ترتلها أعمالنا كل فجر..وحينما تشرق الحياة من جديد.. نردد الأماني والأحلام..






نمضي فتغطينا الأتربة بدون قصد حتى تهطل علينا نسمات السماء فنتنبه لأجراس روحانية تقرع ونردد:[استغفر الله..استغفر الله]






نحن أجساد بداخلنا أرواح ليست معصومة من الخطأ..ولكنها تفوح بجورية عبقة..[استغفروا الله..استغفروا الله]






رحمتك يارب..وغفرانك..


ونعوذ بك من الشيطان الرجيم..

ميــراثـ !!



أسدل الليل ظلمته.. وأمواج البحر تلاطم بعضها بعضا.. شيء ما لا يراه أحد سواها,دفعها للجلوس على شاطئ البحر.. عيناها, تنظر إلى ظلمة تكاد ترى منها بريق مياه البحر.. تقذف بيمينها الحصى ليرتمي في أحضان الموج..فلا تسمع مع هديره إلا وقع الحصى وكأنه يقول لها" لن تغيري في الماضي شيء سوى أن تصغي لصداه المؤلم!!" .. تخنق عبرتها وتنهض من مكانها بخطا بطيئة لتبتعد قليلًا عن الشاطئ.. وتسند جسدها الطفولي النحيل على صخرة أشبه بصخور النهر الكبيرة..

 تضع إحدى قدميها فوق الأخرى.. وبدأ صوت ترتيلها لآي القرآن يزيد هدير البحر جمالًا.. لا تسمع إلا صوتها المرتد حينما يداعب شغف قلبك بأروع كلام..



***


بدأ صوتها ينخفض تدريجيًا.. حتى أنهت آخر آية كانت ترتلها.. شيء ما أجبرها على التوقف!! قارب صغير يدفعه صبي إلى البحر..لا تسمع منه إلا الأنين!! ولا ترى من جسده المنهك إلا ثياب رثة!! وقدمان حافيتان!! بل هيكل بشري سيماه في وجهه من شدة الفقر..


اقتربت منه..
بدأته بالسلام حديثًا..
نظر إليها ولم يعرها أدنى اهتمام!! شعرت بأن وجودها عائقًا بالنسبة له!!


عادت..إلى الصخرة..وكما كانت عليه!!إلا أنها أخذت بالتحديق في ذلك الصبي..فكيف يجول بقارب صغير في ذلك الظلام؟!


جازف الصبي بإرادة منه كما يبدو لها..


ركب القارب وبدأ رحلة غامضة.. بداية لا نهاية لها!! القارب يبتعد وبكل خطوة تراه يصغر في عينيها فلم تعد تكاد تراه..


فاقت مذعورة!!


شعرت أن هناك حدثًا ما أخفى ذلك الصبي..اقتربت من البحر..بدأ جسدها النحيل يقاوم الأمواج.. لم تشعر بذلك..فهي منهمكة في البحث عن ذلك الصبي الغريب..لم يعد يُرى منها سوى وجهها الموجه للسماء..ليس له!!بل لتقاوم مياه البحر التي بدأت بابتلاعها رغمًا عنها..


فجأة!! اختفت فتاتي في البحر!! وما هي إلا ساعات ليطل الفجر على صوت المآذن وعذوبة الأصوات.. وما زالت فتاتي مختفية!!


***


في أعماق هذا البحر قد تكون فتاتي.. جثة لا روح فيها!! فالوقت كفيل بحدوث ذلك.. أو ربما ابتلعتها الأسماك الكبيرة.. يا إلهي!! لا أعلم ماذا حدث!!


هناك في الجانب الآخر للبحر قد تكون فتاتي..


وهو كذلك!! حملتها رحمة الله لتنجو من بحر غدار.. إلا أنها في مكان مجهول!!


فاقت بعد نومة طويلة.. ووجدت نفسها مطروحة على شاطئ لجزيرة لا تعرفها..ثيابها مبللة..ونظراتها راجفة من غرابة الحدث!! نهضت بتثاقل وبدأت تمشي متجهة لأعماق الجزيرة..


عيناها..قد اغرورقت بالدموع.. مابين أمل تهدئ به نفسها.. ويأس يحدثها به ذاتها..


لم تستطع أن تكمل خطاها.. عادت إلى شاطئ البحر.. لا تعرف ما وراء تلك العودة..إلا أنها عادت له.. ربما يكون الدافع نفسه الذي دفعها للجلوس على الشاطئ قبل الحادثة!!


***






***


بدأت أستار الليل تنزل.. أما فتاتي فما زالت تجلس في مكانها..تحدق بعينيها في أمواج متلاطمة.. تتذكر الموقف المشئوم الذي دفعها للنزول في البحر!!إنه ذلك الصبي.. أين ذهب ياترى؟! حاولت أن تنساه فهو المتسبب فيما حدث بصمته المؤلم..وفعله الأشد إيلامًا!!


فجأة!!


شعرت بيد صغيرة تربت على كتفها!! لم تستطع أن تلتفت من شدة الصدمة..صدمة الفرح بوجود كائن في تلك الجزيرة.. وصدمة أن يربت أحد على كتفها فجأة ويقطع حبل أفكارها!!


جلس بجانبها دون أن تلتفت إليه!! وبدأ يهمس وعيناه تتأمل البحر:"كلانا في ضياع"!!


بدأ رأسها ينتحي عن واجهة البحر لتتجه نظراتها إليه..وكانت المفاجأة!!


لقد وجدت الصبي أخيرًا .. بل هو من وجدها..ابتسمت بعفوية!! وهو كذلك..كان الظلام أليل..إلا أن نور وجهيهما كان كفيلًا بالإشراق..


لم تتمالك نفسها ..


بدأت دموعها تبلل خديها وهي تسأله:"ما الذي دفعك للبحر وأنت تعلم غدره؟!" لم يستطع أن يتمالك نفسه هو الآخر:"أبحث عن قلبي الذي سبقني إليه"!!


لم تشأ أن تعرف تفسير هذه الجملة!! المهم لديها العودة حيث التراتيل..


ألتفت الصبي إليها ببطء ورمقها بنظرة تنبئ عن قوة إدراك تعشق المكوث بداخله!!


فهو يشعر أنها لم تعد تهتم لقصته التي ألقت بهما مابين حبلين (حبل موت وحبل حياة!!).. شيء ما يجبره على الحديث..تلك الأنفاس التي تأن بداخلنا..


عاد ينظر للبحر بعينيه التي امتلأت بالدموع قبل أن يرمش فتنحدر بسرعة..وبدأ يقص عليها كلمات تقطعها شهقات متتالية.


:"هل تعلمين أن أبي هنا في الأعماق منذ سنين؟!".


ألتفت فتاتي إلى الصبي مقطبة حاجبيها مابين مكذب حد الرأفة ومصدق حد السخرية!!


أكمل الصبي قصته وهو يلعب برمال الشاطئ التي تضمهما تلك اللحظات: "تركني في غفوة..أقسم أنني كنت في عفوة عندما تركني.. في كل شروق وغروب أمكث في وسط الغدر هنا..علني أجد قلبه..قلبه لاسواه..فإما أن أخرجه ليضمني ثانية..وإما أن أمكث معه حيث شاء هو حينما يأس من حياته..".


شعرت فتاتي أنها بحاجة لتسمع أكثر..ضمت ركبتيها لصدرها بشدة..وما زال البحر كل نظر لها.. ليستنطقها الفضول بهمس:"هل يغفو حبيب عن حبيب دمه؟!!".


بدأ الصبي يعض على شفتيه بقوة..يغمض عينيه..فيرفع رأسه للسماء ليفتحها ثانية..فعادت أنظاره للبحر ..فيستنطقه البحر بصمت:(ألا فلتكمل لها غدري بأبيك!).


أكمل الصبي غرابة حديثه:"لم أشعر بغرقه حينما نزل للبحر!! فلقد كنت أحدثه من بين الركام في القارب..وعلى ضوء شمعة تكاد أن تنطفئ.. صُدمت حينما اقتربت منه!! فلم تكن إلا لوحتي الزيتية التي انتهيت من رسمها لوجهه الغالي قبل لحظات حينها..كانت تلمع بألوانها الزيتية التي تعكس ضوء الشمعة!.. ووجدث أبي قد غادرني وأنا في غفوة..حينما تعمد النزول قبل أن يقول لي:"لن أعود ثانية"..






قامت فتاتي ومدت يدها للصبي..أمسك بيدها وتقدما نحو البحر..كل منهما يمسح دموعه.. ويواري عن الآخر حزنه.. ركبا القارب سويًا..اشتاقت للعودة..أما هو فلا يشتاق إلا للخفاء!!


بدأت أمواج البحر تؤازر الصبي.. ليكسر القارب بمطرقته!! سقطا في أحضان بحر قد كانت فتاتي تخاف من غدره..لتصل جثتهما إلى حيث بدأت الرحلة..جثث لا روح فيها ..


ماتت فتاتي بشوقها للتراتيل..أما هو فأبى إلا أن يموت منتحرا!!

فافترقنا!!


قبل ثلاث سنوات تقريبًا..
افترقت أنا وهي..
وبعد صداقة حميمة..!
وبسبب غلطة تعتبرها هي..
لأنني لم أحقق لها أمنية!!

أمنيتها أن أبوح بكل مافي قلبي لها!!
ولكنني
لم أحقق الأمنية

فافترقنا!!!

انشقاق!!



مزقت كل أوراقها المبعثرة في حجرتها الصغيرة..ثم حملتها في صندوق خشبي قديم.. لم تشأ أن تحتفظ ببقايا من ذكريات الراحلون عنها بعيدًا إلى حيث يرحلون!! لا تعلم إن كانت ستتخلص منها مثلما لفظتهم الحياة فرحلوا وتركوها وحيدة..أم أنها ستذروها للرياح هناك..فوق قبورهم التي ضمتهم عندما رمتهم أيدي مازالت تنتظر دورها للرحيل.. خرجت .. لاتعلم إلى أين ستكون وجهتها!! هل إلى البحر لتلقي بذلك الصندوق فتحرر قيود حبر لم يستطع أن يفارق الأوراق الممزقة؟! أم إلى المقبرة لتنثرها فوق قبورهم مثلما خططت مسبقًا!! قدمان ترتدي نعلين بالية.. هناك في الأروقة تجول.. تلتفت في كل ناحية حتى السماء رفعت بصرها إليها!! لا أعلم ماذا تريد هذه الكائن البشري الغريب من السماء!! أو حتى من الأرض حينما تقسوا عليها بقدميها ثم تنظر فتحرك شفتيها باتجاهين متعاكسين!! عادت.. حيث حجرتها مجددًا .. وحيث الصباح من جديد.. لتخرج الصندوق الخشبي ذاته..ثم تلقي نظرة..ليس إليه وحده..بل إلى الأوراق المحنطة في جوفه!! :"هل حان الوقت يا ترى؟!"..هذا ما حدثت به نفسها حينما أغلقت الصندوق ونظرت من نافذتها الخشبية المزرقة كالسماء.. :"علّها تمطر"..حلم يراودها منذ يومين.. لا أعلم لماذا تلح كل ساعة في انتظار دمع السماء أن يهطل!! تنهدت بقوة..وكأنها تعتزم المضي بلا انتظار لايحمل هوية!! فاقت من برودها الذي جعل من عالمها ثلج يرفض اكتساء البياض.. وعادت للصندوق!! حملته هذه المرة بين كفيها دون أن تضمه لصدرها.. علّه يجد مأوى لما بداخله فيلفظه له.. حصى قد نحتته الجبال.. أو ذرات من الرمال المجتمعة.. تمشي وكأنها تعرف طريقها هذه المرة.. لم تنظر للسماء مثلما كانت تفعل.. ولم تنظر حتى للأرض!! كل ما تنظر إليه هو صندوق خشبي صغير يحمل في رحمه أوراق ممزقة قد فارقت الحياة ورفضت الإجهاض!! توقفت فجأة!! وأخذت عيناها تنظر ببطء إلى اليمين.. ابتسمت ثم ارتجفت شفتيها!! إنها تكتم عبرة بدأت تخنق أنفاسها!! دخلت من حيث لا تدري إلى المزرعة المحفوفة بأشجار الزيتون.. وبدأت تحفر بأطراف أصابعها تربة خصبة..ثم فتحت الصندوق لتلقي بالأوراق الممزقة.. لم تمطر السماء تلك اللحظة ولا حتى قبل يومين.. وهل لنا أن نختار متى يهطل دمع السماء!! جلست على قدميها وهي تنظر للأوراق المبعثرة.. وأمطار عينيها تهطل كالرذاذ لا أكثر!! لتبتل الأوراق المبعثرة كبذور الورد!! عندما تبكي الأنثى بداخلنا من يجفف أمطارها!! خرجت من المزرعة دون أن تلقي بالرمال فوق الأوراق.!! هل ستنبت ياترى مجددًا!! أم أنها ستعود أوراق مكتملة النمو!! هناك..من تلك النافذة الخشبية.. تطل بكبرياء منكسر.. تنظر للسماء لا إليها بل إلى الفضاء بين السماء والأرض!! "ليته غسلها ماء السماء فيمحو دناستها بطهره!!" هي الأوراق تتطاير في سماء المدينة دون أن تحمل في جوفها حبر!! فلم تكن لتتعمد محي بقايا من ذكرياتهم!! لكنها وعود حملتها تلك الأوراق أقسمت على ألا تتخلى عنها!! "عندما تمنح العقول للأجساد من يجبرها على تلفيق الوعود!!