ثكلان!!

تصوير/ محمد المؤمن
أرجوك قل لي أنك بخير.. قلها أرجوك.. فلن تكلفك شيء من النجوم التي تضعها في دفترك الصغير.. ولن تجعلك تدني رأسك لموضع قدماي لأرفعه من جديد بدموعي التي ربما ستمطر من فوقك كغيمة ممطرة.. إلا أنها ركام من السواد!! أرجوك .. قل لي أنك بخير.. فجنازتك لم تزل على وجه الأرض لم تغادر إلى السماء.. ورائحة عطرك لم يزل في حجرة سقفها كأرضها لا تتسع لأحد سواك.. قلها.. لأنقض نعشك من جديد.. علّك تتحرك بين يدي.. وتناغي كأصغر من عمرك الذي رحلت فيه.. ويعود زمنك من جديد.. وتعود أحلام مازالت معلقة في لوحتك البريئة..وتتوقف الوردة التي زرعتها بيديك عن الإضراب.. لا تحتقرني.. فالهواء كسر زجاج النوافذ بعد صمتك المؤلم.. واخترق الفرح بجبروت.. وحرك روايتك الصغيرة لتسقط على الأرض مبتورة... كل هذا لأنك لم تجب!! ولأنك رحلت قبل أن تفي بآخر دين قطعته على نفسك بألا تتركني وحيدة!! يا لرحيلك الذي مزقني كورقة بدأت بالتحلل.. ويالقساوتك التي كسرت أضلعي الضامرة وأنت تتجاهلني وأنا أقول لك [قل لي أنك بخير]!!! أعلم أنك لن تقولها لي حتى وإن كنت بخير!! لن تحرك رأسك للأعلى والأسفل لتنبئ أرواح تجول حولك أنك بخير!! ولن تبتسم لعيون تنظر لنعشك في آخر لحظة لتطمئن قلوبهم أنك بخير!! كل هذا أعلم به قبل أن أرتجيك لتسكن من جرح لم يضمده أحد من العشاق بعدك.. سقطت أوراق التوت.. وصرخ الرهف.. وحمل نعشك إلى حيث دار جسدك.. فلن انتظر إجابتك.. أنت في رحمة الله .. وروحك صعدت للسماء..

عـــابر سبــ ــيل

تصوير/محمد المؤمن

لستِ كما أعرفك من قبل!!أو ربما كما أنتِ لم يتغير منك إلا أنك أصبحتي اسماً ناسخاً تبللتي بموقع إعرابي جديد... لم يليق فعلك بك بل لم أستسغ وضع الفتحة عليه...
لأنني أعلم أنها ستزيدك كبرياء وعلوا!!!
حاولت أن ألبس روحي قليلاً من المراء لأجلك...
لكنني قدست روحي من أن يلتبسها المراء لحظه!! مرغمة على الصمت!! فلم يعد لدي ما أقوله دفاعا عن ذرة حياة تحيا في رحم الأيام!!! كل ما هو حولي أشعر بجانبه الآخر الذي يؤلم،ثم يجرح،ويعذب!!!
لم أعد أرى للنقاش مسلكا في دروب الانتصار... ولم يكن صمتي تنبؤًا عن حالة من ضعفي وانكساري!!لكنني مللت مسلسل ساعاتي، أحيا فيه بإصرار وتوقيع عقد جديد بألا أصمت!! هناك أنثى رائعة لا تعرفها إلا عندما تصطدم بها صدفة وأنت تبكي ربما تحتويك لدقائق وربما يزيد احتوائها لك سنوات متتالية!! ولكن!! كن على ثقة أنها وبمجرد رحيلك .. سترحل هي أيضاً. رائعة هي..!!!
تجفف دموعك حينما تستوحد بك أو ربما وأنت بين الناس!! تكابر من أجلك.. ترسم لك سبيل أخضر هو أسود في الواقع!! خربشاتها تعني لك الكثير ...لأنك تصادفها كثيراً!!
تسكنك دون أن تدري!! وتضمك دون أن تستشعر!! في الليل ...ترحل إلى السماء !! ولكن وبمجرد أن تفتح عينيك تعود لتحتويك!! حتى تبقى إنسان على قيد الحياة يشعر بضمة الأنثى الجميلة..
ह्स्जिफ्ग

حد الشتــــا.......ت!!

تصوير/محمد المؤمن

أردد نبرة صوتك كل مساء لعل وتيرة من أوتارك الناعمة تعزف لي يوماً ظلك الذي يتبعك حتى في الظلمة العاتمة!! أو تلحن لي موشحةً من موشحاتك المنقوشة في ركن ورودي الذابلة.. لأغنيها كلما دنت غيمة صغيرة فوق التل الأبيض.. أردد نبرة صوتك.. لعل من بين الترديد أراك تأذن لي أن أحيك أقصوصة من بقايا الصوف المبعثر حد الشتات.. وأجعله لحاف ألتحف به من هواءك البارد.. أو جنونك الثلجي الذي غطى المدينة في مارس الذي لم يأتي بعد!! كل ليلة أردد نبرة صوتك بجفاء!! لأسكب من استعطافك قهوة ساخنة على أوراق الخريف فيشرق الربيع كعطر منسكب على راحتي ويتحرك الهواء مبعثراً رائحة الوجد من خصلات شعري السوداء كالسماء في أول شهر قمري... أردد نبرة صوتك كل مساء.. أو كلما حلت الساعة السابعة مساء وسقطت ورقة من وردتي الملقاة فوق كتابي الذي أقرأه منذ أشهر!! وذاب جليد شمعتي التي تحتفل كل ليلة بموتها!! واحترقت خيوط الحرير التي أرقع بها قطعة القماش المرقعة منذ عام!!! لعل موشحتك التي لم ينسها العالم بعدك بمائة عام تعيد الأسطورة الماضية!!

آخر صرخة!!

تصوير/خالد المرزوقي

قرر قلبي الصمت معلنًا ذلك بهدوء لا يُقرأ إلا في دموعي التي أبت إلا أن تحتفل بآخر صرخة لها قبل تطبيق القرار... كان قرار قلبي هو الصواب بذات... فحياة قاسية كهذه لا يهدئ من ألامنا فيها سوى الصمت... أغلق المصابيح في ملجأي ....وأضع رأسي على الأرض التي تضمني كل ليلة... كم هي حنونة هذه الأرض.... وأحول ملامح وجهي المتألمة إلى ملامح تكابر الألم والنحيب. أصرخ من داخلي بصرخات مكتومة... لكن الأرض التي تضمني تمتص كل عبوس يسكنني... وبدوري ابتسم خجلاً منها وأمتناناً....أم حانية ...وقلبٌ رؤوم॥ وبعد مضي شهر .. أوربما شهرين.. لم أحصي العدد.. قرر قلبي الالتزام بالقرار..لكيلا أعبأ بقرارات لا مصدر لها ولا منبت!!

تهويدة..



في نفس مكاني لم أغيره أو حتى أغير من وضعية جلوسي انتظر الساعة السابعة صباحاً حتى أنام!!! لا أعلم لماذا يرتبط الأمان لدينا بالنهار وأحياناً بآذان الفجر أتذكر أنني كنت أجرب أن أطفئ النور وأرى إن كان للنهار نوراً ينتشر كالثنايا في حجرتي ولكنني وجدت الظلام لم يزل أعدت الإنارة لحجرتي ولكنني لم استطع أن أقاوم النوم الذي بدأ يغطني ويغني لي تهويدة النوم:"استسلمي فإلى متى تعذيبك لنفسك؟!! نامي فأنتِ في أمان الله". استسلمت بلا شعور لأغفو فقط وليس لكي أنام وأنا في زمن ومكان لم يرتقي لمزاجي بعد! استيقظت بنصف جفنين لأرى من مر بي في تلك اللحظة فآمره أن يطفئ النور لكي أنام !!!!

غيمة متشكلة

تصوير/ليلى الأسمري

إلما تنظرين ياصغيرة؟!! وعلما تبحثين؟! لا شيء!! سوى أن تتأملي السماء من فوق الجبال وتبحثين عن المجهول مجهول لا تعين معناه ربما كائن حي أو غيمة متشكلة أو ربما عصفور يحلق أمام المنظار يختال من أمامك لينال عطاء بسيط من ألحانك حينما تصرخين وتنادين :"عصفورة جميلة تراني"!! أو ربما أنتِ أكبر من ذلك تبحثين عن المجهول الذي تسمعين به في العالم من حولك لتمزقي دميتك التي تنام في حجرتك خلفك وتضعين مكانها أوراق بيضاء لتكتبي فيها كل ليلة دعاء بخطك البريء ولغتك الأكثر براءة وأسلوبك الأرق طهراً تناجين فيها الله أن يرحم قوماً خافت قلوبهم مثلك..من كل مجهول.!!

البحر^_^




سافرت للبحردوني!! أما أنا فبقيت حيثما أكون!! بالرغم أنني كنت أشد منها شوقًا للبحر...حاولت أن أكتم اشتياق يصرخ بداخلي له...لكن حياة كانت أرغمتني على أن أبوح...وذلك عندما شاهدت الصورة!!!))
خبريهـ...
إنـ شوقي له يزيد.....
علميهـ...
إني محتاج لهواهـ
***
تخيلتـ إن البحر يميـ
وتخيلت إن الأمل قدام...
كثر مابداخليـ يحيــا
أكيد البحر أوصل لهـ...



***
الهدوء الليـ أشوفه بالبحر ماهو بطبعهـ!!
أسأليهـ॥
يمكن فاقد بعض أصحابه وربعهــ
يوم كنا لهـ حبايب...
ندخله والملح ذايبـ
ثم نضم بعض مايهــ
آه بس يازين لعبهـ
أهمسيـ له عن خفوقيـ
عن حبي لهـ وشوقي...
وعلميه إن الهدوء
لايق بلونهـ وطبعهـ!!!
***
آه يا أمواج البحر
كيفها بعد السهر؟!!
هي تدري بكـ غلاتي
أنت ياروحي وذاتيـ
إنكـ تسوى هالبحر!!!

رحلة غريبـ!!

المصورة/لينة الحصين.

أيها الراحل بعيدًا عن وجوديـ.. أين أنت؟! وأين قبركـ؟ لأزوره كل صباحـ!! أتذكركـ وحديـ وحديـ أنا من يتذكركـ لأنكـ لم تكن هنا يومًا هنا فقط فيـ بوح قلميـ أخبرتهم أنكـ رحلت!!

يامن نجهله فيـ وجودنا نراه فيـ الخيال يعبر عندما رأت عينايـ صورة القبور تلكـ شعرت بكـ ولكننيـ أجهل من تكون!! اشتاق إليكـ وأخاف من أن أسمعكـ آآه!! رحم الله قلوبنا...

أرواحـ صامتة

المصورة/لينة الحصين.

لا تسألني عن أخباري اليوم فأنا مثل الأمس وربما غدًا أيضًا مازلت أرتب الحقيبة نفسها إن انتهيت منها سيخبرك غيري بانتهائي لأننا سنرحل يوماً ما لن تجدني أو ربما لن أجدك!!

صدمــة كيان!!~

المصورة:ندى المحمد

بالأمس حملت كتيب وقلم ومعها دبي الصغير وهمست: سأصبح كاتبة اليوم حملت لاب توبي ومعه مجلدي الكبير وصرخت:متى انتهي من الواجبات!!!!!!!! للأمانة لم أنس هيئة(النوتة) التي كانت معي ولم أنس عندما قلت لأمي سأصبح كاتبة ولكنني نسيت صفحة الحل التي سأكتبها وأقوم بإرسالها وكبرت وكبرت النوتة فخرج كتاباً وكبرت وكبرت أحلامي فتعمدت النوم حتى تزيد إشراقاً لأن الواقع أقسى من أن نحلم أكثر ليس لخمود نار العزم!! بل لآلام لم تكن في حساب كيان أفكارنا!!

عداد بــــشريـ



يزورني اليأس كلما رأيت العدد نفسه لا يزيد!!!!
فعزمت أن أغلق الباب كلما أتى لزيارتي وأرسل الأمل له ليقول عني أنني أغط في سبات عميق!!! حتى ييأس مني ولايزورني ثانية!!!

دموع تائهة!!

المصورة/لمياء الرميح.

كانت تتعذب وتصرخ كل نهار وتتألم كل ليلة كم كتبت من خاطرة يتيمة ومن أبيات مبتورة!! كم كانت تتأمل أن ترى نورًا يشرق ونجمة في السماء تضيء أكثر ولكنها اليوم ماتت وفي عينيها ألف سؤال!!! وألف ألف شكوى وهل كان أحد من البشر يستمع لشكواها!!!!!!!!!

بنظــــرة!!

المصور:مجهول

بس بنظرة
(ا)مسحت كل الهدوء
والسكينة اللي هدتني!!
يوم همي احتواني
وهي بكلمة دثرتني
بس بنظرة
غيرت كل الأماني!!
وبثواني
صرت ثاني!!
ومن سكوني شتتني !!

نهاية ..





مات العبير بعطرها ففقدت أحلى الذكريات!!!!!!!!!

صـــدمة شجن!!~

المصور/أحمد العسكري.

من الذي أبكاك ليضحك!! ومن الذي جرحك ليبرأ قلبه من الطهارة؟؟!! بل تبرأت الطهارة منه!! كم من التيارات الساخنة في حياتنا لم تكن في حسبان تفكيرنا للحظة!! إننا نُصدم نصرخ نتألم نحتقر أقنعة لم تمر بنا بأي زمن ماض لم ينسه الإعراب.. ونجد أنفسنا نتقبل إعراب الفاعل مرفوعاً شامخاً لأننا مرغمون على ذلك أفكار نسجها خيال بريء لتنقض غزلها سين مستقبلية لا نعلم من أين أتت ولا أين تعيش؟!! لم نجد إلا أن نكفكف الدموع لنحيا أجساداً شامخة وأرواح تتألم نكابر نرفع رؤوسنا ليجفف الهواء دموعنا لكننا نأبى إلا أن نحتويها بأحضاننا لنمسحها بأكمامنا ثم نعود نقول للعالم أننا بخير ونحن نبكي نعلم أنه لن يقدم لنا من المعروف شيئاً!! سوى أن يقول لنا: "هكذا حال الدنيا .

رشفة حنـية!!!

الدكتورة/فاطمة محمد।

لا تسألني عن أخباري!! ولا تخف!! فأنا كما أنا على الفطرة!! لم يتغير بي شيء مثل أول ليلة خرجت بها على وجه الدنيا صرختي هي نفسها وابتسامتي التي لا تعي الحدث ما زالت ترتسم كل خمس دقائق لم يتغير بي شيء بالرغم من الصرخات حولي فأنا لا أعيها أو ربما أتعمد اللاوعي لأبقى على الفطرة أشرب ماء طاهراً كحليب أمي الذي رضعته وأتناول بيدي أصابعك لألهوا بها ذلك في الحقيقة لأرتشف بعضاً من حنانك أتصدق؟! أتصدق أنني ما زلت على الفطرة؟؟!! أنا في الحقيقة كذلك لم أختلق هذه الجملة لأنجو بك أو أجدك سجين بين يدي لأفرغ عاطفة معلقة منذ ولادتي بل أنا كذلك ..وكذلك أنا ولكنني لا أخفي عليك حقيقة!! أنني احتاج إليك كيف لي أن استغني عنك أتذكر أنني شعرت بوجودك ليلتها عند سريري في الحضانة تنظر لي بعينيك وقلبك أما أنا فكنت أتنفس عطرك الذي لم يدخل سواه في هواء حضانتي لليلتين كنت تنادي باسمي (ليلى) لأنك تعرفه قبلي أما أنا فلا أذكر إلا أنني كنت أسمع نبرة صوتك فأعلم أنك تقصدني أتذكر حينها أنك التقطت لي صورة تذكارية سمعت بها دونما أن أراها بكيت بعدها لأنك ذهبت من الغرفة وبقيت وحدي لليلة كاملة عدت بعدها لتحملني ثم تقبلني لم أنس قبلتك التي طبعتها على جبيني لأنني كنت الأولى في حياتك كنت فرحاً بي تفتخر بوجودي في حضنك في الحقيقة كان فخري أنا كانت جدتي توصيك ألا أغضب هي لا تعلم أنك أشد منها حرصاً كنت أهرب من أمي إلى حضنك ومن حضنك إلى حضن أمي كلاكما حضنين أحتاج إليه وافتقده اليوم أنظر إليكما وإليك يا أبي لأنني أحبك وأعلم أنك ما زلت تحبني لأنك تنظر لي كل فجر وكل مساء تناديني لتخبرني بما قرأت ليس لأنني أحب القراءة بل لأنك تحبني وأنا أحبك لا أتذكر أنني غرت من إخوتي من بعدي سوى أنهم شاركوني بحنانك ولكن أنطفأ جمر غيرتي قبل عشرين سنة أو أكثر لأنني وجدتك ما زلت تحبني ووجدت أمي ليلة البارحة أيضاً تحبني كنت في الليل كالعادة في حجرتي وحدي أشعر بالعطش آثرت فراشي أكثر من أن أرتوي فسمعت خطوات أمي تخرج من غرفتها لتأتي لي بكوب الماء الذي اشتهيته!! دونما أن أحدث روحها!!! كم أفتقدكما يا أبي وكم أفتقدك!!! فلقد أصبح بيني وبينك مترين كل صباح أو مساء دون أن أقبل رأسك دون أن أمسك بيدك لألعب بأصابعك وأنا أقول أحبك يا أبي لكنني أقسم لك إن اختبأت تلك الكلمة من حديثي فصمتي يحدث روحك بها كل ليلة تخلد فيها إلى نومك وأنا أخلد فيها إلى السهر مع نفسي فتمر صورة روحك أمام قلبي فأدعوا الله وأنا في قمة حبي لتلك الصورة: ((اللهم خذ روحي قبل روح أبي)).

بقـــــايآ وـجد~

المصورة/مرام إبراهيم।

أتذكر طفولة لم أرها في عيني دمية معروضة في محل الألعاب!! ولم أرها في عيني قصة من سراب!! أتذكر طفولة عابثة بالأقلام لتكتب شعراً بريئاً لم يرتق لأن يكون في ديوان شعراء العرب ولكنه ارتقى لأن يكون في ديوان الذكريات أربع كلمات تصف في طابور مرتجف الأحرف بيدينا كتبناها في الماضي ومازلنا نحتفظ بها في اللامحسوس كنا نعتقد أن الشعر كلمات لها معنى دونما قافية ترتب كلماتنا وكأنها في طابور عسكري!! كنا نقول أن الصباح مشرق والليل مخيف كنا نردد بيتين من تأليف جداتنا هو في الحقيقة من تأليفنا نحن كنا نقول للألحان شعراً وللشعر كلام فارغ!! كنا نتذوق الشعر عندما نلحنه عندما يلامس مشاعرنا وأحاسيسنا عندما يحكي عن همومنا عن لعبة كُسرت وعن دمية تمزقت وخرج من قلبها القطن الأبيض!! عندما يحكي عن أفراحنا عن فستان جديد وأقراط ملونة وعن لعبة السمك الدوارة حينما تلف ونصطاد منها السمك عن كل شيء في الماضي نتذوق الشعر عن كل شيء مازال ولن يزال هنا..في ذاكرة لن تعبر!!

مالي أراها قصة من ألف عام قد مضى؟!! أيكون جهلي بالحدث؟!! أم كان يحضرني البكاء فلا أرى من حاضري غير الحكايا العابرات وروايات الهلاك!! أم قصة لا علم لي بأنينها غير نجوايا من سبات مالي أراها قصة سحرية قد خالطتها ذكريات ملؤها ملؤ الشتات أيكون خادعني الحدث؟!!!

ثقـــة~

 

ومازالت فتاة قصتي الصغيرة مستلقية على سريرها.. في حضنها ينام كتابها وفوقها قلم أزرق جاف!! آه تذكرت..إنه كتاب مقرر..لذا هاهي فتاة قصتي ينتابها الشعور ذاته!! ففي كل لحظة قاسية أراها صامدة بهيئتها التي تلحف بداخلها روح تبكي? لا أعلم لما كل هذا؟! قامت فتاة قصتي من مكانها بعد أن وضعت كتابها على طرف سريرها بهدوء لتقترب من النافذة وتفتحها إنها تبحث عن أحد ما بنظراتها.. لم تشاهد فتاة قصتي الصغيرة ماتريد..تنفست الصعداء وعادت إلى سريرها وبدأت تحلق في أعلى ماتراه فوقها!! سقف حجرتها المتشقق.. إلى الآن مازلت أجهل مابها!! قامت فتاة قصتي من سريرها.. ليتوضأ جسدها فتطهر روحها أكثر.. ومدت سجادتها الصغيرة وبدأت بالصلاة!! انتهت فتاة قصتي من صلاتها وعادت إلى النافذة فلم تر ماتنتظره!! دقائق مرت وعادت فتاة قصتي للنافذة مرة ثانية!! وبدأت تبحث.. أظنها تبتسم!! بل ابتسمت حقآ!! إنها ترى مايروق لها ولا أحد تراه!! يوم مضى.. وهاهي فتاة قصتي عند النافذة مجدداً.!! وما زلت أحاول فهم قصتها.. الآن..أرى فتاة قصتي تضحك.. بل هاهي تخرج للشارع حافية القدمين!! ماذا بها ياترى!! أوه إن السماء تمطر.. لقد فهمت الأن قصة الفتاة الصغيرة.. وبعد مشقة انتظار وتفسير.. لقد كانت تنظر من النافذة تنتظر المطر الذي غابت قطراته طويلآ.. ولم تيأس من رحمة الله.. أتمنى أن أعانق فتاة قصتي طويلاً.. فلقد علمتني أن الأمل بالله لايموت.. وأن اليأس و الحياة لااتفاق بينهما.. صلاة الاستسقاء تعني أن أملك بالله كبير وأن مطلبك سيتحقق بإذنه تعالى إن صدقت النوايا

ألهمتني كــل معنى للوفـــاء

دون أن تدري بطبعي ليتها تلقى حنيني واتساعات بصدري

قتل البراءة!!

المصور/عوض الهمزاني
(آآه لا تلمني , فأنت من يفهم حقيقتي ) قالتها .. وهي تضمه لصدرها وقد قبلته بنعومة أنثوية , ورمت بجسدها على الأريكة التي تجلس عليها .. وما زالت تضمه وأخذت تفكر في اللامحدود في كيانها.. ولم تفق إلا بنزول دمعتين طاهرتين على خديها المجروحة من كثرة النحيب على الحدث .. وكأن شيئاً ما حول عاطفتها إلى قوة تتأهب للأخذ بالثأر.. قامت مسرعة.. صوب النافذة.. على صوت موج البحر .. وتحركات رياح تداعب شعرها الأسود.. كظلام الليل الذي تراه.. ولم تنطق إلا بسؤال واحد ..! من يجرأ على قتل البراءة.؟؟! ضربت زجاج النافذة بكفها المنقبض من الألم .. ليتحطم الزجاج متناثرا على كفها الذي ما لبث أن أصبح ملوثاً بدمها الطاهر .. تراجعت إلى الوراء قليلاً.. وأخذت أنفاسها بالشهيق..ورفعت كفها المجروح على ركبتيها.. نظرت إليه .. وابتسمت ! فقد خيل إليها أنه قلبها.. وها هي أخيرا تمسك به لتمسح جراحه,.!!

حنين ..

بكت فأبكاني الحنين لها , وروت أقصوصة الماضي....

أجفــآن

المصور/صالح بن حسين.

في حجرة مظلمة .. وباب مرتد يتسلل منه ضوء خافت .. فتاة قد أسدلت شعرها ع كتفيها .. تجلس في إحدى الزوايا التي يصلها الضوء الخافت.. وقد ضمت ركبتيها لصدرها .. أما يديها ففي اليمنى ريشة يقطر منها لون أحمر أشبه بالجرح الذي ينزف .!! أما اليسرى فلا تكاد تعرف ما تقوم به ..! فهي تارة تمسح بها عينيها.. وتارة أخرى تتكئ بها ع الأرض.. وتارة ثالثة تضعها ع يدها اليمنى وكأنها ترمز لسر ما!! وأمامها لوحة ملقاة .. لا تفهم منها إلا تلك الريشة التي تنثر ألوانها عليها.. ثم ترتفع فجأة !! وتعود مرة أخرى وكأنها تخطط ما سترسمه ع تلك اللوحة .. وما زالت ترسم اللوحة نفسها ..بعد ساعات.. وضعت ريشتها المبللة جانبا.. واتجهت صوب النافذة.. تاركة لوحتها ملقاة كما كانت عليه.. وبدأت بالنظر بعين تكابر كل ماهو حزين.. إلى الشارع المستكين.. الذي يكاد يكون مهجورا في تلك الساعة المتأخرة.. انتظرت قليلا ثم نظرت إلى كفها الأيمن.. وكأنها تنظر إلى احمراره بعدما أرهقته ريشة رسام صغيرة.. اقترب موعد الفجر.. فعادت إلى لوحتها الزيتية.. حملتها.. واتجهت صوب الجدار الذي علقت عليه صورتها من قبل.. لتنزلها ببراءة.. وتعلق مكانها لوحتها الزيتية .. بدأت الشمس بالشروق وبدأت ملامح الصورة تتضح.. إلا أن المفاجأة .!! لوحة يغطيها اللون الأسود يتوسطها طفل غارقا في دمائه.. وينتثر عليها آثار دمعات قد سقطت عليها .. كانت بالأمس دموع الأسى.. أما اليوم فهي دموع الأمل مع الألم..

انكسار!!



(لا أعلم ماذا أفعل؟!) جملة كانت ترددها دون شعور! فما حدث وما يحدث لها كالغمامة السوداء، لا ترى منها سوى ظلام يطغى على المكان! فيجبرها على أن تغمض عينيها في وهلة! إنها تتألم! تعاني! تفتقد! تخاف! لا أعلم! المهم أنها ليست بخير!


تضع رأسها على ركبتيها، فيرتمي شعرها الأسود حول رأسها، فلا ترى إلا جسد نحيل وشعر طويل يغطيه أو ربما يخفيه! لا أعلم بعد!

ترفع رأسها فجأة , وتفتح عينيها ، تبدو لي رموشها أطول من المعتاد ! يا لروعتها ! آه .. فهمت .. إن عينيها تدمع ! , تلتقط مذكرتها التي بجانبها ، مذكرة تكتب فيها يومياتها على ما أعتقد .. لتكتب كالمعتاد، كل هذا حدث وأنا أتأملها من نافذتي , أنا في الطابق العلوي، وهي في الطابق السفلي في العمارة المقابلة. ليتني أعلم ماذا ستكتب , وماذا كتبت فيها منذ الصفحة الأولى؟! يكاد الفضول يقتلني!!

أغلقت مذكرتها وخبأتها تحت غطاء سريرها الوردي، فتقوم بكبرياء المنكسر الجريح، وترفع شعرها بيدها الصغيرة، آه .. إني أرى مالا يروق لي!! يدها تنزف , متى جرحت ؟! أمعقول أنني لم أنتبه ؟! ليتني أستطيع الخروج من حجرتي بل سجني الذي فرضته علي الإعاقة، فقط لأراها بصورة أقرب .. وإلى متى سأنتظر؟ شهر! شهرين! سنة! سنتين! مللت الانتظار. سأحبوا كطفل صغير! المهم أن أراها!!

خرجت بالكرسي المتحرك حتى اقتربت من السلم، ثم .. وقفت ! نعم وقفت ! أنا وقفت ! تخيلوا! لم أقف على قدماي كما ظننتم! بل وقفت متصنمًا في مكاني !!! أفكر في كيفية نزولي... الوقت يمر... ويأتي الصباح وتضيع مني الحكاية ! فأعود لغرفتي...وهكذا الليالي تمضي .

الليلة .. الساعة ! لا أعلم ! فقد توقفت ساعتي عن العمل منذ أن توقفت أنا عن العمل!! أقف عند السلم مجددًا أفكر..... ربما أنجح! وفي غمضة عين... ها أنا بالأسفل!!!! لا تسألوني كيف؟!! فقد سقطت دون إرادة! وأي إرادة سأجدها في معاق مثلي؟!!! سقطت.. بحركة غير مقصودة.. عندما حركت عجلات الكرسي.... المهم أنني وصلت.. أشعر بالألم... تحطم الكرسي.. يالخسارتي!!! سأتحمل الألم وأحبو! نعم أحبو! أليس من الفضول ماقتل؟!

هناك في الشارع.. تراني كالمستعطف! لا سواي في الشارع على ما اعتقد !! هذا من صالحي !! آخذ نفسًا عميقًا بعدما وصلت بل اقتربت من النافذة .. النافذة التي رأيت فيها تلك الفتاة الصغيرة.. هاهي رأيتها! سأعتمد على قدمي السليمة وأضم عامود الإنارة، لأقف ثم أراها. ولكن ! أين اختفت؟! يا لغرابة الواقع!!! كلما ارتفعت ووقفت أرى نفسي في الغرفة !! الزجاج عاكس!!! أوه!! إذًا!!! لم تكن تلك الفتاة في هذه الغرفة!!! بل في العمارة المجاورة.. بيتي وبكل أسف وببالغ الأسى وقوة الصدمة!!!

عدت إلى بيتي من جديد وحبوًا كما أتيت! اقتربت من الغرفة التي تسكنها الفتاة.. ومن تكون تلك الفتاة يا ترى!! يا إلهي ! أيعقل ألا أعرف من يشاركني العيش غير الخدم هنا !! لا مشكلة حتى الآن!!! كانت الغرفة مفتوحة إلا أن الظلام هو لونها الموحد لكل ما فيها.. صوت الباب عندما دفعته بيدي.. وعيناي تبحث عن تلك الفتاة في الغرفة الأسطورة , أنا لا أراها !! أين هي ياترى؟

هناك.. على كرسي يقابل النافذة تبدو كيد ملطخة بالدم تدلى منه !!! اقتربت من الحائط واستندت عليه لأقف وأقترب من الصورة! فما جعلني أراها إلا ضوء القمر الذي ينير كل ظلام وعتمة.. يا إلهي هل أنا أحلم؟! وأي حلم هذا عندما ترى جثة لاروح فيها لفتاة صغيرة لم تتجاوز السادسة عشر !!! فتاتي قتلت!!! قتلت!! وفي بيتي؟! ومن تكون؟!! إما أن الجنون أصابني أو أنني أصبته!!! ولا فرق بينهما!! عند قدمي الجثة المبتغى والمراد!! المذكرة.. تناولتها بيد أشد من جسدي رجفة! لأفتحها بل لأقرأ أول صفحاتها [طلق أبي أمي ولم يعلم بوجود ابنة له فلم أعرفه إلا بسكرانه أما والدتي فقد اختفت إما موتًا فأترحم عليها أو حياة أسرية جديدة فأحقد عليها وعلى أبي الذي يتفانى في تعذيبي كل لحظة يسكر فيها!!!] يا إلهي أي أب هذا الذي تفانى في تعذيبها حتى قتل كل ما هو بريء في حياته؟!! آه ماهذا الذي أراه؟!! ساعتي هنا؟!! أتكون الشاهد على القصة أم أنها الدليل والفرق واضح بين اللفظين!! شريط يعود في ذاكرتي وصور تتوقف فجأة!! وكأنني في مسلسل مأساوي بل هو مسلسل أشد من مأساة!! أتعلمون أي حقيقة صدمت بها؟!! أتعلمون أي دم تلطخت به يداي؟! دم ابنتي عندما قتلتها وأنا في سكرتي !! ابنتي التي لم أعرفها من قبل!! ابنتي التي تتسول في الشوارع لتأكل وتتسول في بيتها يد أبيها ليكف عن التعذيب!! فهل قبلات الذل ترفع حصار الطغاة ؟!

جنازتان للراحلين .. يبللها دمع السماء .. الأولى منكهة بالمسك مع رائحة المطر .. والأخرى خُدعت بإعاقة وهمية .. فهي ذليلة !! ولكن عندما يمنح الله العقول للأرواح ما لذي يجبرها على حمل الأمانة ؟!

وداع..

عند باب الرحيل..... وقفت ... ووقفت بجانبي......... التقطت آخر صورة وهممت بالرحيل ..... لم ألتفت إلى الوراء لأودع أثرها... بل رفعت رأسي للسماء حينما اجتاح نور الذكرى مكان وجودي!!!!!

ترنيــمة~

الصورة الفوتوغرافية للمصور: عمر العماري
جسدا يستنجد ألما يستصرخ ببقايا صمت.. خلفتها الأسطورة الماضية!! المكان: ضمائر مزدحمة بالأفكار المشحونة! الزمان: حينما يتطاير شعر أشقر من دمى ممزقة! الأبطال: جثث موتى شبه متحللة! المسلسل: صرخة واحدة تسمع صداها حينما يضرب في أغصان شجر الأرز ॥فتتحرك باتجاهات أشبه باضطراب بوصلة بدائية.. فلا ترى في الأرض إلا ضلال سوداء في أجواء تميل إلى الزرقة الداكنة.. لترى كائن من كان يخفق قلبه متربصاَ خلف جسد يهم بالبحث في سماء وأرض.. فلا يجد روحه إلا وهو مغمض العينين عله يهدئ اضطراب الجوارح..ليعود إلى واقعه باحثاً عن أسرار السكون ..وأصوات زخات مطر لم تصل إلى الأرض بعد।! أصبح مرغماً على المضي إلى آخر نقطة تلتقطها بصيرته .. ليقف عندها مضطرب الفكر!! يبتسم ليبكي ويصرخ ليعود إلى السكينة!! فما أبكاه إلا أنه لبث في الكهف بضع سنين دون أن يدري!... وما أضحكه إلا لأنه خرج من الكهف بعد أن أكتشف أنه كان يسكنه..! فألقى بوشاح يأس من الظلمة..وألتبس بعزمه روح الأمل الذي فقده في رحلة ما!! وأيقن أن الأمل يفقد ولكنه لا يعدم..ولن يشقى فكره إذاً أبدا..

غربة ..

قلت لها أحبكِ….. فأجابت:شعور متبادل…........ أوليس الحب وسيط لنا لنعود من الغربة!!!!!!

توائم الورد!!



تضحك ببراءة!! ردة فعل طفلة صغيرة حينما شاهدت وردتين عند سور مدرستها تشبه إحداهما الأخرى لم تكن تعلم أن هناك الكثير من التوائم في هذه الحياة.. قطفت توائم الورد وأمسكتها بكلتا يديها.. بدأت خطواتها باختيال طفولي.. تلتفت مع كل خطوة إلى من حولها حتى دخلت لصفها.. جلست.. ووضعت توائم الورد أمام عينيها..متكئة بيديها على خديها الحمراويتين التي تشبه وردتيها .. وأخذت تحدق فيها وهي تبتسم الكل متجه إلى الطابور الصباحي إلا هي.. فما زالت تحرس توائم الورد.. تركت حقيبتها في الصف .. وخبأت توائم الورد خلف ظهرها وخرجت على غير العادة من مدرستها!! لم تستوعب خطأها فهي منهمكة فيمن حولها بألا يروا توائم الورد المختبئة خلفها.. قطعت الشارع المزدحم.. لتوقف السير ..!! ظنت أنه من أجل حياة توائم الورد!!! إلا أنه كان من أجل حياتها.. توقفت عند باب مخبر صغير .. تديره امرأة عجوز.. لا تكاد تفهم من ملامحها سوى الدهشة على ما تراه.. تلميذة صغيرة في هذا الوقت!!!!! شعرت بالخوف من تلك العجوز من أن تسرق منها توائم الورد!! ولت هاربة .. حتى اصطدمت بنافذة زجاجية.. تعكس صورتها البريئة.. أنستها الخوف الذي كان يكتسيها قبل لحظات.. أخذت تضحك!! وضعت توائم الورد في جيبها .. وأمسكت شعرها المهندم لتسدله بشقاوة بريئة.. ثم أخرجت توائم الورد لتضمها لصدرها .. وكأنها تشعر بالأمومة تجاهها.. بل الحب الذي يقتل!! الوقت يمضي أما هي فلا تشعر بشيء سوى من يستحق توائم الورد.. اتجهت إلى النهر.. وجلست عند مجراه على صخرة.. مدلدلة قدميها الصغيرتين.. وأخذت تغني ببراءة مقطع قرأته لشاعر عربي البرد والجمر والورد وطفولة.. والخجل في صورة الطهر .. وبراءة.. طفلتي في عينها الدنيا خجولة.. ما حملت في صدرها حقد وإساءة) رفعت إحدى يديها لترفع خصلة شعر قد سقطت على عينيها .. لتسقط إحدى توائم الورد في النهر.. تحول الغناء إلى صراخ كصراخ كل الأطفال.. أحبت المغامرة.. وضعت الوردة الأخرى بين أسنانها وألقت بنفسها في النهر لتستعيد وردتها التي سقطت .. وبدأ تلميذ البحر( النهر) يلعب بجسدها الصغير.. .. علق طرف ثوبها المدرسي الأزرق بجذع شجرة .. كانت وردتها الساقطة قد توقفت قبلها عنده..!لتفق من اللاوعي.. وتأخذ وردتها المسكينة! وتمسك بها بأسنانها مع توأمها الذي شعرت أنها افتقدت بعضها البعض.. ومدت يدها المجروحة من المغامرة .. لتمسك بصخرة تقربها من اليم .. خرجت بثياب مبللة.. وشعر يقطر منه الماء .. همت بالعودة ..إلى أين؟! لا تدري!! المهم أن تعود.. بدأت قدماها تقودها.. أما عيناها فهي أشد رجفة من جسدها المرتعش من البرد.. مكتفة اليدين.. ولم تجد نفسها إلا عند بوابة المدرسة.. دخلت لتأخذ حقيبتها .. والكل خلفها يعاتبها ويسألها عن الحدث.. لم ترد!! أخذت حقيبتها وعند خروجها أعادت توائم الورد لمكانها.. واتجهت صوب القصر ولم تستفد إلا شيء واحد!! لن يفهمه إلا من فهم الحدث!!!

صبراً قلبي فالجراح لم تنتهي بعد!!! جملة أكررها دوماً كلما تألم كياني!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

شد الرحال!!



خرجت فتاة قصتي وهي تبكي ولا تحمل في يدها سوى دميتها القديمة.. حتى أضاعت الطريق.. الليل قد غطى الأرض.. والسماء تمطر بشدة.. طفلة صغيرة تجري في شوارع البلدة .. تقع تارة وتارة أخرى تقف فتكمل جريها وهي تبكي رعبا.. لا ترى من طريقها سوى لمعة مياه المطر التي بللت الأرض. ها هو منزل صغير على يمينها .. كان ملجأها الوحيد حينما افتقدت الأمان.. لتدخله بسرعة وتجلس في إحدى زواياه .. تضم ركبتيها لصدرها لتنام بلا شعور.. ولم تفق إلا بشعاع يخترق الباب الخشبي.. رفعت رأسها وبدأت عيناها ترمش من شدة نور الشمس.. صوت رجل كبير.. سمعته فتاتي في المنزل الخشبي المتهالك.. دفعها للنهوض لتبحث عن مصدره.. ها هو في الجهة المقابلة .. عجوز طاعن في السن.. مستلقٍ على فراشه.. اقتربت منه فتاتي.. ونظرت إليه.. دفعتها البراءة لتقبل رأس العجوز ليموت بعدها بلحظات.. شعرت فتاتي بالخوف .. فالأمان قد اختفى!! فلا كائن يشعرها بوجوده حتى تهنأ العيش والمكوث.. خرجت مسرعة وأخذت تجري.. توقفت فجأة!!! لتنظر حولها.. ولكن ما الذي دفعها للتوقف فجأة!! جثث في كل مكان وأشلاء أجساد طفولية.. ابتسمت فتاتي !!! فقد ظنت أن الجميع نيام...لتستلقي بين الجثث وتنام بعد عذاب !! إلا أن الجوع الذي كانت تشعر به جعلها تنضم لمئات الجثث من حولها!!!

أقترب يوم ميلادي واقتربت خطواتي منه.. ولكنني أصبحت أمشي بحذر حتى نلتقي في الوقت المحدد!! أشعر بالرجفة الرائعة (هكذا نسمي دقات الوجد) ليس لأنني سأكبر عاماً قادماً .. بل لأنني سأكبر عامين معاً عاماً لي وعاماً لصديقتي!! هذين العامين هما عاما الفرح والإيقاع !! إيقاع الصرخة المتكررة!! تكرر السنين!! سنين الصدق والوفاء!! وفاء الروحين معاً!! روحي وروحها الممزوجة معاً!!!

تذكار أنـــثى

الصورة الفوتوغرافية للمصور:عوض الهمزاني

أخبروني ماذا تعني الحياة؟ثم أيقظوني إن كنت أحيا في سبات!!بشاعريتها كانت تخاطب ورقة بيضاء قد وضعتها على ركبتيها !! متكئة بجسدها على حافة سريرها الوثير وقد شدت حاجبيها لبعضهما تكابر الألم الذي تشعر به وكأنها تقوى على المكابرة وضعت ورقتها على وسادتها وقامت وعيناها تتأمل خطواتها حتى خرجت من باب حجرتها بدأت قدماها بنزول السلم وكأنه النزول للهاوية لا تسمع صوتاً غير صوت قدميها الحافيتين حينما تصطدم !!

أمسكت بمقبض الباب !ّ!لا تدري أمن هنا البداية أم النهاية!! خرجت وما زالت محتفظة بملامح وجهها المشدودة حتى وصلت للشجرة التي تحب الجلوس تحت ظلها !!إلا أنها تظلل نفسها من ضوء القمر وكأنها تأبى النقاش فيما هو !!هو اليأس بعينه!! بالصدفة سقط غصن شجرة أمامها مدت يدها لتمسك به كانت الدهشة مرسومة على عينيها!! فالغصن لا يحمل سوى خمس ورقات تبدو عليها علامات الذبول يا إلهي وكيف لغصن أن يرسم حزني ببساطة فعدد الأوراق هو عدد الأيام المتبقية أمامها!! وذبولها كذبول أيامها كما تراه أحاسيسها !!رمت الغصن من بين يديها ونهضت مسرعة وهي تمسح دموعها الراجفة حتى وصلت لحجرتها!! أغلقت الباب ورمت بنفسها على سريرها فقد انفجرت بالبكاء لم تكن بهذا الضعف إلا أن هذه المغامرة هي التحطيم بذاته !!الألم ومسحت دموعها لتمسك القلم الذي تركته قبل لحظات وتأخذ ورقة صغيرة كتبت وصيتها وخبأتها في مكان تعلم أنه أول ذكرى لها بعد !!شعرت بنوع من الطمأنينة وعلمت أن أجلها قد كتب إلا أن الميعاد مجهول !!

وقفة!!

تلك الليلة!! هـــــــي آخر ليلة أتذكرها بكل مشاعري...بالرغم من أن هناك ليلة فضولية بين ذاكرتي وتلك الليلة.. أتذكر أننا خرجنا سوياً بعد خربشات كشكولية.. أوه لا اقصد بل خربشات للذكرى المهم أننا خرجنا لنبحث عن القمر ولكننا لم نجده!! سافرت هي وبقيت أنا وحدي أجدد بحثي عن القمر لعلي أجده... ولكنه مازال مختفياً عن ناظري أو أن ناظري تلتبس الخفاء!! لست أدري بعد!!

بأيدي الظالمين!!


[الصورة الفوتوغرافية تصوير:عوض الهمزاني] تهرب!! ليست قدماها التي تقودها! بل خيال لا تكاد أن تراه يلتبس مشاعرها! ومع كل خطوة هاهي شظايا الزجاج تجرحها، تشعر بالألم فتكتم صراخها لكي لا تسمع صداه أنثى! فتزيد من عذابها عذابا! تختبئ في ظلام صامت وتحادث نفسها بألا تروع، فتشهق جوارحها ألما، تعلم لماذا هي تصرخ! فشظايا الزجاج مازالت عالقة، تبحث عن ماء لتغسل مكان الشظايا المتلوث بالدماء، فلم تجد إلا دموعها تتساقط على الجراح، تحاول أن تخرج الشظايا ولكنها كثيرة! أليست تزداد مع كل خطوة؟! تحاملت الجراح وها هي تعود لإكمال طريقها. طريقها؟ لا تعلم إذ هو باليمين أم باليسار؟! تغمض عيناها وتختار إحدى الطريقين، وما إن فتحت عيناها إلا وهي في الواجهة مع تلك الأنثى! يا إلهي! أستزيد من تعذيبها؟! تخضع لها لضعفها، فتطعنها بخنجرها المؤلم في صدرها مرة أخرى! زاد نزيفها من جديد! واشتد الألم، ومع ذلك أخرجت الخنجر وأعادته لها! فربما تحتاجه لتطعنها مرة أخرى!!! أكان تصرفها غبيآ؟!! كلا!!! فما زالت تحتفظ بعقلها! ملئت ثغرة الطعنة بالتراب! وأكملت طريقها حتى وصلت إلى النهر! النهر ماؤه عذب فألقت بنفسها في مجراه! إما أن تموت وإما أن تحيا! وهل هناك ثالث لهما!! تخرجها أمومة النهر إلى اليابسة، فلم تشعر إلا بالأنثى تعود لتجدد الذكرى!! طعنة في ظهرها لم تعلم بها إلا في حينها!! مشت على ركبتيها حبواً حتى لفظت أنفاسها الأخيرة! ليجتمع حولها المتطوعين ويحاولوا إخراج شظايا الزجاج! ولكن بعد ماذا؟! بعدما سمعوا صراخ الألم يعلن عن الرحيل!!! الرحيل؟!! رحلة لا عودة لها! لن يثنيها رجاء المتعاطفين! و لن يوقفها ندم الظالمين! ولكنها تعبر لهم بلغة صماء:"أين كنتم حينما بدأت الحكاية؟!" وماتت طفلة أخرى لتنضم إلى قائمة المعذبين في الدنيا بأيدي الظالمين! تمت

لبصمتك معنى :) وقع لي من فضلك لتمطر مدونتي بأمثالكم ^_^