أردد نبرة صوتك كل مساء
لعل وتيرة من أوتارك الناعمة تعزف لي يوماً ظلك الذي يتبعك حتى في الظلمة العاتمة!!
أو تلحن لي موشحةً من موشحاتك المنقوشة في ركن ورودي الذابلة..
لأغنيها كلما دنت غيمة صغيرة فوق التل الأبيض..
أردد نبرة صوتك..
لعل من بين الترديد أراك تأذن لي أن أحيك أقصوصة من بقايا الصوف المبعثر حد الشتات..
وأجعله لحاف ألتحف به من هواءك البارد..
أو جنونك الثلجي الذي غطى المدينة في مارس الذي لم يأتي بعد!!
كل ليلة أردد نبرة صوتك بجفاء!!
لأسكب من استعطافك قهوة ساخنة على أوراق الخريف
فيشرق الربيع كعطر منسكب على راحتي
ويتحرك الهواء مبعثراً رائحة الوجد من خصلات شعري السوداء
كالسماء في أول شهر قمري...
أردد نبرة صوتك كل مساء..
أو كلما حلت الساعة السابعة مساء
وسقطت ورقة من وردتي الملقاة فوق كتابي الذي أقرأه منذ أشهر!!
وذاب جليد شمعتي التي تحتفل كل ليلة بموتها!!
واحترقت خيوط الحرير التي أرقع بها قطعة القماش المرقعة منذ عام!!!
لعل موشحتك التي لم ينسها العالم بعدك بمائة عام تعيد الأسطورة الماضية!!