تضحك ببراءة!! ردة فعل طفلة صغيرة حينما شاهدت وردتين عند سور مدرستها تشبه إحداهما الأخرى لم تكن تعلم أن هناك الكثير من التوائم في هذه الحياة.. قطفت توائم الورد وأمسكتها بكلتا يديها.. بدأت خطواتها باختيال طفولي.. تلتفت مع كل خطوة إلى من حولها حتى دخلت لصفها.. جلست.. ووضعت توائم الورد أمام عينيها..متكئة بيديها على خديها الحمراويتين التي تشبه وردتيها .. وأخذت تحدق فيها وهي تبتسم الكل متجه إلى الطابور الصباحي إلا هي.. فما زالت تحرس توائم الورد.. تركت حقيبتها في الصف .. وخبأت توائم الورد خلف ظهرها وخرجت على غير العادة من مدرستها!! لم تستوعب خطأها فهي منهمكة فيمن حولها بألا يروا توائم الورد المختبئة خلفها.. قطعت الشارع المزدحم.. لتوقف السير ..!! ظنت أنه من أجل حياة توائم الورد!!! إلا أنه كان من أجل حياتها.. توقفت عند باب مخبر صغير .. تديره امرأة عجوز.. لا تكاد تفهم من ملامحها سوى الدهشة على ما تراه.. تلميذة صغيرة في هذا الوقت!!!!! شعرت بالخوف من تلك العجوز من أن تسرق منها توائم الورد!! ولت هاربة .. حتى اصطدمت بنافذة زجاجية.. تعكس صورتها البريئة.. أنستها الخوف الذي كان يكتسيها قبل لحظات.. أخذت تضحك!! وضعت توائم الورد في جيبها .. وأمسكت شعرها المهندم لتسدله بشقاوة بريئة.. ثم أخرجت توائم الورد لتضمها لصدرها .. وكأنها تشعر بالأمومة تجاهها.. بل الحب الذي يقتل!! الوقت يمضي أما هي فلا تشعر بشيء سوى من يستحق توائم الورد.. اتجهت إلى النهر.. وجلست عند مجراه على صخرة.. مدلدلة قدميها الصغيرتين.. وأخذت تغني ببراءة مقطع قرأته لشاعر عربي البرد والجمر والورد وطفولة.. والخجل في صورة الطهر .. وبراءة.. طفلتي في عينها الدنيا خجولة.. ما حملت في صدرها حقد وإساءة) رفعت إحدى يديها لترفع خصلة شعر قد سقطت على عينيها .. لتسقط إحدى توائم الورد في النهر.. تحول الغناء إلى صراخ كصراخ كل الأطفال.. أحبت المغامرة.. وضعت الوردة الأخرى بين أسنانها وألقت بنفسها في النهر لتستعيد وردتها التي سقطت .. وبدأ تلميذ البحر( النهر) يلعب بجسدها الصغير.. .. علق طرف ثوبها المدرسي الأزرق بجذع شجرة .. كانت وردتها الساقطة قد توقفت قبلها عنده..!لتفق من اللاوعي.. وتأخذ وردتها المسكينة! وتمسك بها بأسنانها مع توأمها الذي شعرت أنها افتقدت بعضها البعض.. ومدت يدها المجروحة من المغامرة .. لتمسك بصخرة تقربها من اليم .. خرجت بثياب مبللة.. وشعر يقطر منه الماء .. همت بالعودة ..إلى أين؟! لا تدري!! المهم أن تعود.. بدأت قدماها تقودها.. أما عيناها فهي أشد رجفة من جسدها المرتعش من البرد.. مكتفة اليدين.. ولم تجد نفسها إلا عند بوابة المدرسة.. دخلت لتأخذ حقيبتها .. والكل خلفها يعاتبها ويسألها عن الحدث.. لم ترد!! أخذت حقيبتها وعند خروجها أعادت توائم الورد لمكانها.. واتجهت صوب القصر ولم تستفد إلا شيء واحد!! لن يفهمه إلا من فهم الحدث!!!