أتذكر طفولة لم أرها في عيني دمية معروضة في محل الألعاب!!
ولم أرها في عيني قصة من سراب!!
أتذكر طفولة عابثة بالأقلام لتكتب شعراً بريئاً
لم يرتق لأن يكون في ديوان شعراء العرب
ولكنه ارتقى لأن يكون في ديوان الذكريات
أربع كلمات تصف في طابور مرتجف الأحرف
بيدينا كتبناها في الماضي
ومازلنا نحتفظ بها في اللامحسوس
كنا نعتقد أن الشعر كلمات لها معنى دونما قافية ترتب
كلماتنا وكأنها في طابور عسكري!!
كنا نقول أن الصباح مشرق
والليل مخيف
كنا نردد بيتين من تأليف جداتنا
هو في الحقيقة من تأليفنا نحن
كنا نقول للألحان شعراً
وللشعر كلام فارغ!!
كنا نتذوق الشعر عندما نلحنه
عندما يلامس مشاعرنا وأحاسيسنا
عندما يحكي عن همومنا
عن لعبة كُسرت
وعن دمية تمزقت وخرج من قلبها القطن الأبيض!!
عندما يحكي عن أفراحنا
عن فستان جديد
وأقراط ملونة
وعن لعبة السمك الدوارة حينما تلف ونصطاد منها السمك
عن كل شيء في الماضي نتذوق الشعر عن كل شيء مازال ولن يزال هنا..في ذاكرة لن تعبر!!