أجفــآن

المصور/صالح بن حسين.

في حجرة مظلمة .. وباب مرتد يتسلل منه ضوء خافت .. فتاة قد أسدلت شعرها ع كتفيها .. تجلس في إحدى الزوايا التي يصلها الضوء الخافت.. وقد ضمت ركبتيها لصدرها .. أما يديها ففي اليمنى ريشة يقطر منها لون أحمر أشبه بالجرح الذي ينزف .!! أما اليسرى فلا تكاد تعرف ما تقوم به ..! فهي تارة تمسح بها عينيها.. وتارة أخرى تتكئ بها ع الأرض.. وتارة ثالثة تضعها ع يدها اليمنى وكأنها ترمز لسر ما!! وأمامها لوحة ملقاة .. لا تفهم منها إلا تلك الريشة التي تنثر ألوانها عليها.. ثم ترتفع فجأة !! وتعود مرة أخرى وكأنها تخطط ما سترسمه ع تلك اللوحة .. وما زالت ترسم اللوحة نفسها ..بعد ساعات.. وضعت ريشتها المبللة جانبا.. واتجهت صوب النافذة.. تاركة لوحتها ملقاة كما كانت عليه.. وبدأت بالنظر بعين تكابر كل ماهو حزين.. إلى الشارع المستكين.. الذي يكاد يكون مهجورا في تلك الساعة المتأخرة.. انتظرت قليلا ثم نظرت إلى كفها الأيمن.. وكأنها تنظر إلى احمراره بعدما أرهقته ريشة رسام صغيرة.. اقترب موعد الفجر.. فعادت إلى لوحتها الزيتية.. حملتها.. واتجهت صوب الجدار الذي علقت عليه صورتها من قبل.. لتنزلها ببراءة.. وتعلق مكانها لوحتها الزيتية .. بدأت الشمس بالشروق وبدأت ملامح الصورة تتضح.. إلا أن المفاجأة .!! لوحة يغطيها اللون الأسود يتوسطها طفل غارقا في دمائه.. وينتثر عليها آثار دمعات قد سقطت عليها .. كانت بالأمس دموع الأسى.. أما اليوم فهي دموع الأمل مع الألم..

إرسال تعليق

توقيــعك نور ينبعث من سماء الوجد:)