[الصورة الفوتوغرافية تصوير:عوض الهمزاني] تهرب!! ليست قدماها التي تقودها! بل خيال لا تكاد أن تراه يلتبس مشاعرها! ومع كل خطوة هاهي شظايا الزجاج تجرحها، تشعر بالألم فتكتم صراخها لكي لا تسمع صداه أنثى! فتزيد من عذابها عذابا! تختبئ في ظلام صامت وتحادث نفسها بألا تروع، فتشهق جوارحها ألما، تعلم لماذا هي تصرخ! فشظايا الزجاج مازالت عالقة، تبحث عن ماء لتغسل مكان الشظايا المتلوث بالدماء، فلم تجد إلا دموعها تتساقط على الجراح، تحاول أن تخرج الشظايا ولكنها كثيرة! أليست تزداد مع كل خطوة؟! تحاملت الجراح وها هي تعود لإكمال طريقها. طريقها؟ لا تعلم إذ هو باليمين أم باليسار؟! تغمض عيناها وتختار إحدى الطريقين، وما إن فتحت عيناها إلا وهي في الواجهة مع تلك الأنثى! يا إلهي! أستزيد من تعذيبها؟! تخضع لها لضعفها، فتطعنها بخنجرها المؤلم في صدرها مرة أخرى! زاد نزيفها من جديد! واشتد الألم، ومع ذلك أخرجت الخنجر وأعادته لها! فربما تحتاجه لتطعنها مرة أخرى!!! أكان تصرفها غبيآ؟!! كلا!!! فما زالت تحتفظ بعقلها! ملئت ثغرة الطعنة بالتراب! وأكملت طريقها حتى وصلت إلى النهر! النهر ماؤه عذب فألقت بنفسها في مجراه! إما أن تموت وإما أن تحيا! وهل هناك ثالث لهما!! تخرجها أمومة النهر إلى اليابسة، فلم تشعر إلا بالأنثى تعود لتجدد الذكرى!! طعنة في ظهرها لم تعلم بها إلا في حينها!! مشت على ركبتيها حبواً حتى لفظت أنفاسها الأخيرة! ليجتمع حولها المتطوعين ويحاولوا إخراج شظايا الزجاج! ولكن بعد ماذا؟! بعدما سمعوا صراخ الألم يعلن عن الرحيل!!! الرحيل؟!! رحلة لا عودة لها! لن يثنيها رجاء المتعاطفين! و لن يوقفها ندم الظالمين! ولكنها تعبر لهم بلغة صماء:"أين كنتم حينما بدأت الحكاية؟!" وماتت طفلة أخرى لتنضم إلى قائمة المعذبين في الدنيا بأيدي الظالمين! تمت