شد الرحال!!



خرجت فتاة قصتي وهي تبكي ولا تحمل في يدها سوى دميتها القديمة.. حتى أضاعت الطريق.. الليل قد غطى الأرض.. والسماء تمطر بشدة.. طفلة صغيرة تجري في شوارع البلدة .. تقع تارة وتارة أخرى تقف فتكمل جريها وهي تبكي رعبا.. لا ترى من طريقها سوى لمعة مياه المطر التي بللت الأرض. ها هو منزل صغير على يمينها .. كان ملجأها الوحيد حينما افتقدت الأمان.. لتدخله بسرعة وتجلس في إحدى زواياه .. تضم ركبتيها لصدرها لتنام بلا شعور.. ولم تفق إلا بشعاع يخترق الباب الخشبي.. رفعت رأسها وبدأت عيناها ترمش من شدة نور الشمس.. صوت رجل كبير.. سمعته فتاتي في المنزل الخشبي المتهالك.. دفعها للنهوض لتبحث عن مصدره.. ها هو في الجهة المقابلة .. عجوز طاعن في السن.. مستلقٍ على فراشه.. اقتربت منه فتاتي.. ونظرت إليه.. دفعتها البراءة لتقبل رأس العجوز ليموت بعدها بلحظات.. شعرت فتاتي بالخوف .. فالأمان قد اختفى!! فلا كائن يشعرها بوجوده حتى تهنأ العيش والمكوث.. خرجت مسرعة وأخذت تجري.. توقفت فجأة!!! لتنظر حولها.. ولكن ما الذي دفعها للتوقف فجأة!! جثث في كل مكان وأشلاء أجساد طفولية.. ابتسمت فتاتي !!! فقد ظنت أن الجميع نيام...لتستلقي بين الجثث وتنام بعد عذاب !! إلا أن الجوع الذي كانت تشعر به جعلها تنضم لمئات الجثث من حولها!!!

إرسال تعليق

توقيــعك نور ينبعث من سماء الوجد:)